عائشة عبد الرحمن الجلال
2 ـ تدريب الطفل على العادات الصحية الإسلامية:
يقول الإمام الغزالي في تعليم الطفل آداب الطعام ((وأول ما يغلب عليه من الصفات شره الطعام، فينبغي أن يؤدب فيه، مثل أن لا يأخذ الطعام إلا بيمينه وأن يقول عليه بسم الله عند أخذه، وأن يأكل مما يليه، وأن لا يبادر إلى الطعام قبل غيره، وأن لا يحدق النظر إليه، ولا إلى مَن يأكل، وأن لا يسرع في الأكل، وأن يجيد المضغ، وأن لا يوالي بين اللقم ولا يلطخ يده، ولا ثوبه، وأن يعود الخبز القفار في بعض الأوقات حتى لا يصير بحيث يرى الأدم حتماً، ويقبح عنده كثرة الأكل، بأن يشبه كل مَن يكثر الأكل بالبهائم، وبأن يذم بين يديه الصبي الذي يكثر الأكل، ويمدح عنده الصبي المتأدب القليل الأكل، وأن يحبب إليه الإيثار بالطعام، وقلة المبالاة به، والقناعة بالطعام الخشن أي طعام كان))، ويقول الغزالي أيضاً في تعليم الصبي آداب اللباس ((وأن يحبب إليه من الثياب البيض دون الملون وإلا بريسم، ويقرر عنده أن ذلك شأن النساء والمخنثين، وأن الرجال يستنكفون منه، ويكرر ذلك عليه)).
هذا بالنسبة للصبي ((الذكر)) أما بالنسبة للبنت فعلى الوالدين ترغيبها في اللباس الساتر لجميع أجزاء بدنها، فيكون كاسياً لتلك الأجزاء سميكاً لا ترى البشرة من خلفه، فضفاضاً، حتى لا يجسد أعضاء الجسم. فإذا تعودت البنت على هذا اللباس منذ الصغر ألفته ولم تلتفت إلى غيره في الكبر.
وبالنسبة لتعويد الطفل على الرياضة يقول الغزالي: ((ويعود في بعض النهار المشي والحركة والرياضة، حتى لا يغلب عليه الكسل ويعود ألا يكشف أطرافه، ولا يسرع المشي، ولا يرخي يديه، بل يضمهما إلى صدره)).
الأبوان المسلمان مطالبان أيضاً بتعويد الطفل على النظافة، والترتيب والطهارة والاهتمام بحسن المظهر، بحيث يكون الطفل دائماً في صورة حسنة.
ومن أهم الأمور التي يجب على الوالدين مراعاتها لتنمية جسم الطفل والحفاظ عليه من التعرض للأمراض والعاهات، الاهتمام بالتطعيم أو ما يسمى (اللقاح) ضد الأمراض التي تصيب الإنسان في طفولته الباركة، وتسبب له الكثير من العاهات والتشوهات والمشاكل الصحية المتعددة، مثل الشلل والسل وغير ذلك.