أكد عماد عبد الغفور رئيس حزب النور السلفى أن أصلح شىء للبلاد فى المرحلة الحالية أن نترك المجلس العسكرى والحكومة لتسيير الأعمال لحين تسليم البلد عبر انتخابات حرة ديمقراطية لحكومة منتخبة، دون تنظيم مليونيات أخرى تهدف إلى خلق حالة من الفوضى والانفلات الأمنى مثلما حدث أمس من اقتحام سفارة إسرائيل والهجوم على وزارة الداخلية.
وأوضح رئيس حزب النور، أن حزبه يرى ضرورة حل الأزمة مع إسرائيل دبلوماسيا حتى لو اضطرت مصر لسحب السفير واتخاذ كافة الإجراءات لتقديم قتلة الحدود وملاحقة قادتهم عسكريا وقضائيا بعدما خرقت إسرائيل الحدود وقتلت الجنود.
وقال الشيخ صفوت عبد الغنى أحد قادة الجماعة الإسلامية إن الجماعة أعلنت موقفا صريحا من المليونيات وهو الرفض التام لها والسبب الرئيسى فى ذلك هو أن هناك جهات وتيارات وقوى السياسية تريد فرض حالة من الفوضى وعدم الاستقرار فى مصر بهدف عدم إجراء الانتخابات القادمة.
وأوضح عبد الغنى أن هناك خطة منظمة من أجل فرض حالة الفوضى فى مصر ويجب على المصريين أن لا ينظروا إلى المطالب التى رفعتها هذه الحركات المشاركة فى جمعة تصحيح المسار بأنها مطالب فعالة بل هى شعارات يختفون وراءها لتحقيق خطتهم لنشر الفوضى.
وأضاف عبد الغنى أن ما كانت تخشى منه الجماعة من حالة الفوضى الناجمة عن المليونية حدث وحدث أكثر منه، وهذا بالتأكيد تقف وراءه جهات خارجية ليست بمنأى عن الأوضاع فى مصر.
وقال عبد الغنى: "ما حدث أمس يشير إلى الاتهام إلى الاتجاهات اليسارية المتطرفة وأصابع الاتهام تشير إلى 6 إبريل التى يوجد عليها علامات استفهام كثيرة وراء ما حدث".
فيما رأى الدكتور ناجح إبراهيم القيادى فى الجماعة الإسلامية أن ما حدث أمس قد يجر مصر لمناورات عسكرية بينها وبين إسرائيل وقد تنتهى بحرب، رافضا القياس على النموذج التركى.
وأوضح إبراهيم "أن مصر ليست تركيا، فمصر دولة بلا رئيس وبلا مؤسسات تشريعية منتخبة بينما تنعم الأخيرة بالاستقرار ولم تخض مع إسرائيل حروبا من قبل بينما خاضت مصر 5 حروب متتابعة بالإضافة إلى ارتباطنا معها باتفاقية سلام، مشيرا إلى أن الأحداث قد تدفع الإسرائيليين لهجوم مماثل على السفارة المصرية فى تل أبيب.
ووصف "إبراهيم" اقتحام السفارة بالعمل الغوغائى الذى لا يليق بمصر لافتا إلى أن تلك الأمور لابد وأن توضع فى أيدى الحكومات ضاربا المثل بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى كان يكثر الخطب والحماس الجماهير وهزمته إسرائيل بينما استعمل السادات السياسة فهزمها.
فيما اعتبر الدكتور كمال حبيب المفكر الإسلامى ووكيل مؤسسى حزب السلامة والتنمية ما حدث بالأمس انعكاس لمشاعر عداء هائلة تجاه إسرائيل من شباب الثورة احتجاجا على سياسات معاملة إسرائيل كطفل مدلل، خاصة بعد ما حدث فى قضية مقتل الجنود المصريين على الحدود المصرية لأن الكرامة المصرية لم تستعد حقها بعد ولم تحدث تحقيقات حاسمة.
وحذر حبيب الحكومة من تجاهل المطالب الشعبية قائلا: إذا لم تقم الحكومة بأخذها على محمل الجد سيقوم الشباب بتحقيقها بأنفسهم، واقترح حبيب إقامة لجنة اتصال وإدارة أزمات بين الحكومة والشباب للتوفيق بين مطالب الشعب، وبين إجراءات الحكومة.
مشددا على أن خطوة هدم الجدار وإنزال العلم خطوة مشروعة، مطالبا بأن خطوة اقتحام السفارة لا نريد تعميمها بعد ذلك، مهددا من أن تخرج بذلك الثورة عن طبيعتها وهى "سلمية.. سلمية"، ورفض حبيب فكرة وجود أياد خارجية فكانت هناك مطالب شعبية لم تحقق حتى الآن.
ومن جانبه، اعتبر الشيخ بدر محمد القيادى السلفى أن ما تعرضت له مصر من حالة الفوضى غير الخلاقة هى النتيجة الأولى لمليونية تصحيح المسار التى رفضتها التيارات الإسلامية المختلفة، قائلا: "الإنسان العاقل لا يمكن له أن يطلب من المجلس العسكرى والحكومة المؤقتة مطالب ليست فى يدها الآن، وهؤلاء الناس "أصحاب المظاهرات فى جمعة أمس" لا يفهمون "أ .ب" فى السياسة، فأنا عندما أطلب شىء لابد أن أطلبه من أحد ممكن ينفذه ولديه شرعية، فالمجلس العسكرى لم يسعى لاستلام السلطة بل هو من طلب لها وكذلك الحكومة، وأنا كمواطن لى مطالب مشروعة لابد أن أطلبها بشكل شرعى".
وأضاف بدر أنه لا يريد تخوين أحد من التيارات التى شاركت فى المظاهرة أمس ومنهم حركة 6 إبريل التى أعلنت على لسان أعضائهم أنهم يحصلون على تمويل خارجى وتدريبات على أيدى جهات خارجية والجمعية الوطنية للتغيير وحركة كفاية، ولكن هذا المشهد الذى حدث يحملهم مسئولية ذلك.
وقال بدر إن هذا المثل ينطبق على هذه الحركات "يكاد المريب يقول خذونى" فعندما يعلن كل منهما أن يأخذ تمويل فهذه أعمال غير وطنية، متسائلا لصالح من يعمل هؤلاء ولماذا ذهبوا إلى الخارج، ولماذا ضربوا وزارة الداخلية والسفارة الإسرائيلية، وهذا قاموا به لكى يعطون الذريعة لعدم نزول أفراد الداخلية، وهذا ما يعنى خلق حالة الفوضى الخالقة التى دعت له أمريكا عبر تمويلها للجمعيات والحركات هذه.
وتساءل بدر هل من السياسة الاعتداء على سفارة إسرائيل ونحن لدينا سفير مصر فى تل أبيب وهناك قوانين واتفاقيات دولية تحكم هذه العلاقة التى يجب التوجه إليها دبلوماسيا، فالذين ينادون بعمل مصر مثلما عملت تركيا فهذا ليس صحيحا لأن ما فعلته تركيا تم بعد انتهاء كل الإجراءات الدبلوماسية.