كان غارقاً في أحزانه فهو المحب المجروح الخارج من تجربة عانى فيها الأمرين .. ظهرت أمامه فجأة .. قابلها صدفة في مكان لم يتوقع أن يرى مثلها فيه .. ظهرت كالطير الرقيق , أو كالقطة الصغيرة . ظهرت لتخرجه من أحزانه , ظهرت لتخفف عنه آلامه . لم يكن يعرف من هي أو من أين أتت . كل ما كان يعرفه أن عيناها بحر يغرق فيها أمهر السباحين , وهو لم يكن يتقن السباحة , فغرق في بحر عيناها كما تغرق النملة في شبر ماء . ويالها من مشكلة فقد أخرجته من أحزانه لتقي به دون أن يدرى في بحر عيناها . فظل يسأل عنها كالممسوس كل من يقابله ... وما يقابله . سأل عنها أصدقائها , سأل عنها النجوم والسماء , سأل حتى الأرض التي تمشي عليها . وعرف عنها ما أراد .. كل ما أرد . عرف عنها كل شيء . .. . ولكن المشكلة التي صادفته هي كيفية التقرب إليها . فظل يتتبعها أينما ذهبت . وهو يتنسم الفرصة تلو الأخرى لكي يبدأ معها الحديث . وأخيراً وبعد عناء شديد أستطاع أن يج** انتباهها إليه . وقالت له شكراً . ففرح ... فرح لأنه عرف أنها تعلم اسمه .. وفرح لأنه أحس أنها تتابعه كما يتتبعها . ورغم أنهم لم يكونوا بمفردهم فقد أحس أنها ملكته فلم يرى غيرها . بل أحس أن عينيها قد نقلته إلي بعد أخر .. بعد رأى فيه نفسه أمام البحر , أمام السحاب في ساعة الشروق و يا له من منظر رائع سحره , وأفقده الوعي لدقيقة كان فيها كالمنوم مغناطيسيا وأفاق على صوتها الع** . وطلب منها أن يتحدث معها وحدد لها الميعاد والمكان فابتسمت ابتسامه ناعمة وقالت له إن شاء الله .
وصل إلي بيته ولم يعرف كيف وصل .. فقد أحس أنه أسعد إنسان في الكون . وأنها إذا قالت له أنها تحبه لم يعد باستطاعة أحد أن يبعدها عنه غير الله – سبحانه وتعالى - . وتقابلا في الميعاد المحدد وظل كل منهما ينظر للأخر فتره طويلة . وبدأ هو بالحديث عن نفسه وعن هواياته ووجد نفسه يبوح لها بحبه القديم الذي لم يتمر وعن كيفية انتظاره للحب الصادق , والذي يتمنى أن يجده عندها ...... وصمت .. صمت ليرى وقع كلامه عليها .. ولكنها قالت له أكمل حديثك فلقد حلمت بأن تقول لي كلمة أحبك , لقد انج**ت إليك منذ زمن فتهلهلت أساريره وقال لها حبك كأمواج البحر المتلاطمة بل أنه كعواصف المحيطات . وحبي لكي كالرياح العاتية بل أنه كالأعاصير . وحبنا سيغرق ويقتلع كل ذرة كره وحقد في قلوب البشر .. حبنا معاً سبقى وسيظل مهما كانت الصعاب .. أعدك بأن لا تهدأ رياح قلبي وأتمنى أن تظل أمواج بحرك كما هي .الآن فقط أستطيع أن أقول للعالم كله أن هناك شيء يسمى الحب وهذا الشيء يتحكم في صفات الناس كلهم .. فمن يحب لا يكره بل يجب أن يرى الناس كلهم متحابين , ومن يكره لا يحب أن يرى إنسان واحد سعيد .
الآن فقط أستطيع أن أنام قرير العين .. الآن فقط أستطيع أن أصرخ بأعلى صوتي إني عاشق جمال عينيكي حبيبتي . فاقبلي قلبي يا أميرتي هدية أهديها إليك في عيد الحب .
لقد صدق أنيس منصور عندما قال : إني لم أكد أراكي وأملأ عيني من عينيك حتى أحسست أن سهاما نفذت إلي قلبي وأن قلبي قد انشق إلي ضلفتين ومن هاتين الضلفتين ظهر بلبل صغير يقول أحبك .... أحبك .</div>