لو أردنا التطبيق بشكل عملي فليتعاون كل الوالدين على إشعار الطفل بشكل غير مباشر بهذه المعاني وتدريبه على ممارستها: يمكن للأم أن تعلم طفلها فضل أبيه عليه:
1- من خلال القصص والحكايات والسرد لدور الأب المهم في حياة أبنائه.
2- تتفق معه على برنامج يعده لاستقبال والده والترحيب به عند عودته من العمل وعند الطعام وفي يوم الإجازة، فيتفقان مثلاً على نشيد جميل أو هتاف سعيد للاستقبال ثم احتضان الأب وتقبيل جبينه ويده والمساعدة في تغيير ملابسه ومناولته ما يحتاجه كالحذاء أو المنشفة مثلاً ريثما تعد الأم الطعام..
3- كما تدربه على ضرورة المحافظة وعدم نسيان تحيات الصباح عند الاستيقاظ وعند النوم مع إعطائها القدر اللازم من الحرارة والمشاعر الصادقة، ويمكن أن تبادر هي بذلك بداية لتصبح عادة عند الطفل..
وكذلك الأب يخطط مع الطفل لخطط يسعد بها الأم والإخوة:
1- إحضار هدية أو صحبة ورد أو ترتيب الحجرة أو كتابة كلمة رقيقة أو رسم جميل يقوم بتلوينه وتقديمه لها.
2- هدية يقوم بصناعتها يدويًا كصناعة ألبوم للصور مثلاً يضم صور العائلة أو مجسمات ذات أشكال ودلالات مختلفة.
استثمار المناسبات السعيدة
نعم يمكن للأبوين أن يحققا ذلك ..
بإيجاد دفتر مثلاً يكتب فيه الطفل تواريخ هامة مثل ذكرى ميلاد والده وجده وأصدقائه وأمه وأبناء عمومته وكل من يحبهم ويحبونه، وكذلك الأعياد والمناسبات المختلفة كبداية العام الدراسي والعام الهجري وحلول رمضان وشهور البركة والفضل… الخ، وذلك ليقوم بتهنئة كل من يحب ويدعو لهم في تلك المناسبات.
هكذا ويمكن أن تتسع الدائرة ليتعاون هذا الفريق المكون من الأب والأم والأطفال في تنفيذ خطط أخرى لإسعاد الجد والجدة والجيران بتهنئة جاره في مناسبة بإحضار هدية جميلة معبرة مع بسمة رقيقة دائمة تنير الوجه..
ولا شك أن الصغير سيسعد بكونه عضوًا بارزًا في هذه التنظيمات ذات الأهداف النبيلة.. كما سيسعد جدًا بالمناسبات التي تظهر عبقريته في حبه ومشاعره وتستفز طاقاته لإشعار من حوله بما يكن تجاههم من مشاعر جميلة، وستكون كل مناسبة فرصة لإعادة الحيوية والشباب لعواطف الأسرة والمحيطين بها.
إنها ثقافة الحب التي من شأنها إفراز جيل يعطي للمشاعر والأحاسيس والحب تقديرها اللائق ومكانها ونصيبها في ذلك العصر المشحون بالتوتر.. إنه بر الوالدين الذي يرحم الله الآباء الذين يعلمون أولادهم صلة الرحم وحسن الجيرة التي غابت عن حياتنا حقاً "رحم الله والدا أعان ولده على بره".
يتبع